ما هو الذكاء الاصطناعي (AI)؟ وما تاريخه| دليل شامل للمبتدئين

ما هو الذكاء الاصطناعي (AI)؟ دليل المبتدئين

ما هو الذكاء الاصطناعي (AI)؟ وما تاريخه| دليل شامل للمبتدئين

يُحدث الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة في الحياة اليومية، بدءًا من المساعدين الافتراضيين وحتى خوارزميات التوصية. تستكشف هذه المدونة تعريف الذكاء الاصطناعي وتاريخه للمبتدئين. إنه يتعمق في أنواع الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله والتطبيقات المتنوعة.

نشهد في الوقت الحالي تطورًا كبيرًا في كافة المجالات التقنية التي تحيط بحياتنا يومًا بعد يوم، ومن أهمها التطور الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي. لقد أصبح مصطلح (الذكاء الاصطناعي) هو الأكثر استخداما بين كافة شرائح المجتمع. الحديث عنها لا يقتصر على المتخصصين في المجال التقني فقط، بل بين الأشخاص الأكثر بساطة وقصيرة العمر.

ولهذا نجد أن ضرورة إعطاء تعريف واضح وأكثر دقة للذكاء الاصطناعي أصبحت واجبا ملحا، بعيدا عن العديد من التصريحات والشروحات التي لا تغطي إلا جزءا بسيطا جدا من أهميته وحاجتنا إليه. بالإضافة إلى توضيح مدى تأثيره على العديد من مجالات الحياة، والذي يسعى هذا الذكاء إلى تحسينه بشتى الطرق إذا تم استخدامه بشكل صحيح.

في هذه السلسلة ومن خلال موقعنا المهندس دوت كوم قررنا أن نستعرض العديد من القضايا المحيطة بهذا المجال الواسع في مجموعة مقالات ضمن سلسلة (الدليل الشامل للذكاء الاصطناعي للمبتدئين).

ما هو الذكاء الاصطناعي للمبتدئين؟

لكي نبدأ في فهم الذكاء الاصطناعي، يجب علينا أولاً أن نعرف ما هو التعريف الصحيح له؟ التعريف التقني للذكاء الاصطناعي هو مجموعة السلوكيات والخصائص التي تمنح برامج الكمبيوتر القدرة على محاكاة القدرات العقلية للإنسان وأنماط عملها، مثل: التعلم والاستنتاج وإعطاء ردود الفعل المختلفة.

قد يبدو التعريف أكثر صعوبة في الفهم من المصطلح نفسه، ولكن دعونا نعرّف الذكاء الاصطناعي بطريقة أكثر مرونة ودقة حتى نتمكن من فهمه بشكل أفضل.

الذكاء الاصطناعي هو برامج حاسوبية يمكنها أداء مهام معقدة كانت تعتمد في السابق على البشر فقط من خلال التفكير واتخاذ القرارات وحل المشكلات.

وعلى الرغم من ذلك فإن مفهوم هذا الذكاء أصبح أكثر انتشارا مع مرور الوقت، وذلك من خلال إدراجه في العديد من الخدمات والسلع التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية. ولا يخفى علينا وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطبيقات التي نستخدمها بشكل متكرر على هواتفنا الذكية، وكذلك في روبوتات الدردشة التي تقدم الدعم للعملاء على المواقع الإلكترونية والمتاجر الإلكترونية والعديد من الأنشطة اليومية المختلفة.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

كان الخيال العلمي مصدر إلهام للبشرية منذ أقدم العصور. إن التفكير في أشياء غير موجودة يدفع الإنسان دائماً إلى السعي لتحقيق ما يراه في مخيلته. وهذا ما حدث بالفعل عندما بدأنا بالتفكير في وضع أسس تقنيات الذكاء الاصطناعي.

في النصف الأول من القرن العشرين، شغلت فكرة اختراع الروبوتات الكثير من العلماء، وظهرت في العديد من أفلام الخيال العلمي التي أظهرت أمثلة عليها. ومنها فيلم ساحر أوز، من خلال ظهور روبوت بجسم معدني.

بحلول عام 1950، تمكن العديد من العلماء وعلماء الرياضيات والفلاسفة من البدء في ترسيخ مفهوم الذكاء الاصطناعي. وكان من أهمهم آلان تورنيج، وهو عالم رياضيات بريطاني.

بداية رحلة الذكاء الاصطناعي

اقترح تورنيج أنه يمكن استخدام الآلات للقيام بأشياء مشابهة لكيفية تفكير البشر، وذلك باستخدام المعلومات المتاحة لحل المشكلات واتخاذ القرارات. ولشرح فكرته بشكل أوضح قدم ورقة بحثية بعنوان (الآلات الحاسوبية والذكاء) عام 1950، ناقش فيها كيفية بناء آلات ذكية وشرح كيفية اختبار ذكائها.

ولأن ما اقترحه تورينج كان جديداً في عصره، فقد واجه العديد من المشاكل، التي وقفت في طريق تقدم مشروعه، ومن هذه المشاكل:

1- عدم قدرة أجهزة الكمبيوتر في عصره على تخزين الأوامر، حيث اقتصر دورها على تنفيذ الأوامر المعطاة لها في إطار لحظي.

2- ارتفاع تكلفة أجهزة الكمبيوتر.

أدت هذه الأمور إلى إبطاء تنفيذ ما دعا إليه تورينج، لكن بعد 5 سنوات تمكن العلماء (ألين نيويل، وكلايف شو، وهربرت سيمون) من إنشاء برنامج يعرض فكرة تورينج، من خلال نموذج (المنطق النظري) الذي تم تصميمه لمحاكاة مهارات حل المشكلات الموجودة لدى البشر. .

وفي العشرين سنة التالية، أي من عام 1957 إلى عام 1974، حدث تطور كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتجلى ذلك بوضوح من خلال إنتاج أجهزة الكمبيوتر التي تخزن المعلومات، مع المزيد من المزايا المتمثلة في زيادة سرعة المعالجة البيانات وخفض أسعارها مقارنة بالفترة. سابق.

وهو التطور الذي جعل العديد من المستثمرين يدعمون الهيئات العلمية، من خلال ضخ المزيد من الأموال لتطوير البحث العلمي في هذا المجال. وفي الفترة من 1982 إلى 1990، تم تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي بإجمالي 400 مليون دولار، لتطوير أنظمة حاسوبية لمعالجة البيانات وتنفيذ البرمجة المنطقية.

تعرف الناس على الذكاء الاصطناعي

ومن المفارقات التي كان لها الأثر الكبير في توضيح مفهوم الذكاء الاصطناعي للناس ما حدث عام 1990 عندما تمكن برنامج الشطرنج ديب بلو من شركة آي بي إم من هزيمة بطل العالم في هذه اللعبة غاري كاسباروف في مباراة لاقت استحسانا كبيرا. تغطية إعلامية كبيرة.

لقد تابعنا تطور مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كبير وسريع، من خلال القضاء على العديد من العوامل التي كانت تعيق تطور هذا المجال. مشكلة تخزين البيانات في أجهزة الكمبيوتر وسرعة معالجتها لم تعد تقلقنا. بل إن القدرات التي تمكنت أجهزة الكمبيوتر من القيام بها فاقت بكثير ما توقعناه.

تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا

في أيامنا هذه، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ يبدو تأثيرها حاضراً بشكل واضح على جميع الأنشطة التي نقوم بها، من المواصلات إلى التسوق، وحتى أثناء استمتاعنا بتصفح مواقع الويب المختلفة.

ويظهر هذا التأثير من خلال تأثيره على السلوكيات التي يوجهنا إليها هذا الذكاء، وذلك من خلال تأثيره علينا في التخطيط والبحث عن المعلومات واتخاذ القرارات المختلفة.

وحتى لو كان بشكل غير مباشر، فمن خلال أنشطتك المختلفة على الإنترنت، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل سلوكك والعمل كمساعد افتراضي لك من خلال تقديم أفضل الحلول التي ترغب بها والتي تتوافق مع تفضيلاتك.

وهذا ما نراه بوضوح في الإعلانات التي تظهر لك على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي غالباً ما تكون لأشياء تبحث عنها، أو تفكر فيها، أو حتى تناسب نمط حياتك.

إلا أن تأثيره اليوم لا يقتصر على الأمور المتعلقة بالأنشطة اليومية التي تخدمك على المستوى الشخصي فقط، بل تعدى ذلك ليتوسع في مدى الاستفادة من تقنيات هذا الذكاء في مجالات الطب، والمالية، والتعليم، النقل والأعمال وحتى في مجالات الترفيه.

كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي؟

ومن خلال الحلول التي يقدمها، تمكن الذكاء الاصطناعي من فرض نفسه على حياتنا إلى حد كبير. لقد أدت الحلول المقدمة من خلالها إلى زيادة كفاءة حياتنا وتحسين جودتها، بالإضافة إلى توفير الكثير من الوقت والجهد والمال الذي يتم إنفاقه للحصول على نفس النتائج المرجوة.

إلا أن الطريقة التي يعتمدها الإنسان في استخدام الذكاء الاصطناعي هي ما يجعل هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا. إن الاستخدام الصحيح للذكاء الاصطناعي سيساعد في تحقيق أفضل ما ينهض بالإنسانية، وسوء استخدام هذه التقنيات سيحول حياتنا إلى بؤس.

أنواع الذكاء الاصطناعي

بشكل عام، هناك أربع فئات من الذكاء الاصطناعي: الآلات التفاعلية، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي. فكر في هذه الأنواع كطيف تدريجي؛ ويعتمد كل نوع على مدى تعقيد النوع الذي يسبقه.

   الأنواع الأربعة للذكاء الاصطناعي

الآلات التفاعلية

هذا هو النوع الأساسي من الذكاء الاصطناعي. يمكن للذكاء الاصطناعي التفاعلي أن يتصرف بناءً على تقييم الوضع الحالي ولكنه غير قادر على بناء مستودع للذكريات لاستخدامها في المستقبل.

ذاكرة محدودة

يمكن للذكاء الاصطناعي ذو الذاكرة المحدودة أن "يتذكر" التجارب السابقة كتمثيلات مبرمجة مسبقًا لبيئته. يقوم الذكاء الاصطناعي(AI) ذو الذاكرة المحدودة بدمج هذه الذكريات في القرارات المستقبلية.

نظرية العقل

هذا النوع من الذكاء الاصطناعي(AI) أكثر تقدمًا من الذاكرة المحدودة. اسمها مأخوذ من المصطلح النفسي نظرية العقل. يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينسب الحالات العقلية مثل الرغبة والنوايا والعواطف والمعرفة للآخرين.

الوعي الذاتي 

ويتجاوز artificial intelligence الواعي ذاتيًا الذكاء الاصطناعي القائم على نظرية العقل، حيث يتمتع بالقدرة على تشكيل تمثيلات لنفسه - وبالتالي امتلاك الوعي.

وهنا تجدر الإشارة إلى أننا تجاوزنا اليوم مرحلة النوع الأول من الذكاء الاصطناعي، ونحن على وشك إتقان النوع الثاني واحترافه. ومع ذلك، فإن النوعين الثالث والرابع من الذكاء الاصطناعي موجودان فقط كنظرية، ومن المرجح أن يمثلا المرحلة التالية في تطور الذكاء الاصطناعي.

وفي الختام، قدمنا لكم في هذا المقال بعض المعلومات عن الذكاء الاصطناعي، والتي تضمنت تعريفاً بماهية هذا الذكاء وتاريخه، بالإضافة إلى تأثيره علينا اليوم.

وفي المقالات القادمة في سلسلة (الدليل الشامل للذكاء الاصطناعي للمبتدئين)، سنعرض لك المزيد من المعلومات التي ستفيدك في فهم هذا المجال التقني الواسع.

المصادر - منصة ارقام , dropshipping,signitysolutions

محمود ناصر ابوقطب
بواسطة : محمود ناصر ابوقطب
حاصل على بكالوريوس علوم زراعية كلية الزراعة جامعة عين شمس صاحب ومدير موقع المهندس نيوز كاتب ومدون رقمي في جميع المجالات
تعليقات